صلاح الساير: حكومة ظل شبابية

تعاني الحياة السياسية في الكويت من وهن شديد بعد أن دبت فيها الفوضى واختلطت الأوراق الدينية والمذهبية والقبلية والفئوية، واختفت ملامح الجهد السياسي الرشيد، فأضحت الساحة السياسية تنتج ناشطين بقدرات متواضعة وتلك نتيجة منطقية في بلاد «تزامنت» فيها بعد الاستقلال التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولم تحدث بصورة تراتبية طبيعية.

السياسة في بلادنا تحتاج للتحديث والتطوير من أجل خلق عناصر سياسية راشدة، قادرة على الإضافة لمجتمعها دون تعريض هذا المجتمع للهزات العنيفة. ونحو ذلك الهدف أسوق اليوم فكرة مؤداها العمل على إيجاد أندية سياسية شبابية في كل دائرة انتخابية يتم انتخاب مجالس إداراتها من الشبان، ويكون صلب مهمتها التواصل مع السلطتين، فمن جهة تراقب البرلمان ومن جهة أخرى تتابع الخدمات الحكومية.

أندية سياسية يحظر عليها النشاط الديني والمذهبي والقبلي والفئوي، وتكون خاضعة لإشراف الحكومة والبرلمان يعمل فيها شبان من الذكور والإناث متطوعين وجدوا بأنفسهم القدرة على العطاء السياسي والبذل الوطني، لتتحول هذه الأندية بمرور الزمن الى أرحام تلد للبلاد نخباً سياسية جديدة ومدربة تخلقت في رحم سليم ومعافى.

لقد دخلنا في عصر جديد ولم تعد لكلمة «سياسة» حساسية مثلما كان في الماضي.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.